أسامة جلال يكتب.. رفقا بالمصريين في الكويت في عصر ال (كيو آر كود – QR code)

أسامة جلال
مؤسس موقع (مصريون في الكويت www.egkw.com) 

بعد إعلان الكويت رسميا شروط عودة غير الكويتيين إليها أصبح عشرات الآلاف من المصريين العاملين في الكويت مهددون بفقدان وظائفهم بسبب عدم حصولهم على شهادة تطعيم (كوفيد - 19 / 19-COVID)  الكترونية تحمل رمز (كيو آر كود - QR code) الذي تشترطه الكويت ودول أخرى للاعتراف بالتطعيم.

ورغم أن وزارة الصحة المصرية كانت أعلنت منذ شهر مايو الماضي عن تخصيص مراكز تطعيم خاصة بالمسافرين وتوفير هذه الشهادة لم تنفذ وعودها حتى الآن بافتتاح المراكز أو توفير الشهادة حتى لمن حصلوا على التطعيم بجرعتين وجاهزون للسفر للكويت أو غيرها وكل اجراءاتهم واوراقهم جاهزة وسليمة باستثناء عدم حصولهم على الشهادة ذات ال (كيو آر كود - QR code).

لقد راجعت وزارة الصحة المصرية بنفسي أمس ودخلت نحو 15 مكتب تابع للوزارة وبعد تعالي الموظفين وتعاملهم مع الأمر باستخفاف توصلت الى حقيقة أن النظام الخاص بالشهادة جاهز للعمل ولكنهم لن يفعلوه إلا مع بداية عمل المراكز المخصصة لتطعيم المسافرين والتي بدروها لن تعمل إلا بعد وصول دفعات جديدة من لقاح جونسون آند جونسون واسترازينيكا وفايزر مخصصة لهذه المراكز.

العاملون في الوزارة أفادوا بأن عمل المراكز قد يتم خلال أسبوع أو أسبوعين لكني أرى أنه وببعض التنازل عن التمسك بالفكرة وبتحكيم العقل والمنطق يمكن منح المطعمين الجاهزين هذه الشهادة دون انتظار استيراد اللقاح وعمل المراكز لأنهم غير معطلين بسبب هذا الأمر.. وهنا نتساءل.. ماذا لو لم يصل اللقاح لفترة طويلة خصوصا وأن توريدات اللقاح تواجه مشكلة عالمية وصراع بين الدول للحصول عليها؟؟!!

هناك شريحة أخرى تبحث عن حل لم تطرحه وزارة الصحة وهم المطعمين بلقاح سينوفارم الصيني غير المعترف به حاليا في دولة الكويت فما هو مصيرهم وما هو الاجراء الطبي المناسب لهم لتفادي هذه المعضلة؟؟ هل من مجيب؟؟!!

لقد تعودنا من الرئيس السيسي سرعة الانجاز.. واتقانه.. والتفاني في خدمة الناس.. وقضاء مصالحهم.. ولعل انجاز قناة السويس الجديدة في سنة بدلا من ثلاث سنوات دليلا حيا على ذلك..وغيرها من الانجازات الكثيرة الأخرى التي لسنا بمعرض الحديث عنها هنا.

لكن مع الأسف وحتى اللحظة يوجد موظفون كبار وصغار في الدولة مازالوا يعيشون بروح العصور الظلامية في انجاز المعاملات ويتعاملون مع مصالح الناس وكأنهم يمنون عليهم وكأنهم يؤدون عملهم كتفضل على الدولة وعلى الشعب.. وليس من المعقول أن كل مشكلة يلجأ فيها المواطنون للرئيس ويبعثون إليه برسائل واستغاثات في أمور كبيرة وصغيرة.. فالرجل لديه ما يكفيه من مشاكل متشعبة وكثيرة في كافة المجالات ورثها من عصور سابقة.

المشكلة الآن في هذا الأمر تتعلق بوزارات الصحة والهجرة والخارجية التي عليها أن تجد حلا سريعا لهؤلاء المعرضين لفقدان أعمالهم وهو ما يعني تشريد أسرهم وفقدانهم لممتلكاتهم الموجودة في الكويت وأموالهم المودعة في البنوك الكويتية التي لا تعترف بتوكيلات موثقة ولا غيرها لسحب أموالهم.

أن كل يوم تأخير يتسبب في سقوط إقامة آلآف المصريين العاملين في الكويت وهو ما يعني عدم السماح لهم بدخول الكويت مرة أخرى حتى على الأقل للحصول على مستحقات نهاية الخدمة وغيرها من الاجراءات الأخرى المتعلقة بإيجارات مساكنهم وتسديد أقساطهم للسيارات والاجهزة وغيرها وهو ما يعرضهم للمساءلة القانونية وربما أحكام بالحبس والغرامة بل وربما مطالبة الانتربول الدولي بالقبض عليهم.

نحن هنا نطالب وزارة الصحة المصرية بتفعيل عمل نظام شهادة التطعيم ضد (كوفيد - 19 / 19-COVID) الالكترونية ذات ال (كيو آر كود - QR code) اليوم قبل غد.. بل لابد أن يكون هذا الأمر على رأس أولويات الوزارة لأنه أمر خاص بشريحة منتجة وعاملة تتكفل برعاية ملايين المصريين في الداخل سواء من الأبناء أو الوالدين أو الأخوة وحتى الاقارب من درجات مختلفة.

نحن لا نستجدي السادة المسؤولين وإنما هذا هو عملهم الأساسي والرئيس.. وليس تفضل منهم السعي لحل هذه المعضلة وتقويم الموظفين التابعين لديهم المتخاذلين في تنفيذ الأعمال بالسرعة المطلوبة.. وبالفكر المستنير الذي يتواكب وروح العصر.. عصر ال (كيو آر كود - QR code).

 

 

 

تعليقات