كتاب حكايات مسحورة.. حكاية (24).. "أبو عبيد".. حاول اصطياد (الضب) في الصحراء فتلبسه الجني علي

حكاية (24)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"أبو عبيد".. حاول اصطياد (الضب) في الصحراء فتلبسه الجني علي

  

بطل هذه الحكاية هو "أبوعبيد" والذي يتحدث عن معاناته فيقول: أنا رجل بدوى حالي كحال معظم أهل الخليج.. لدى (مال وحلال) أراعيه وأعمل على تنميته.. وضمن هذا الحلال قطيع من الجمال والأغنام ترعى في الصحراء (البر) ويقوم على رعايتها مجموعة من العمال من دول جنوب شرق أسيا.. وبالطبع أذهب من وقت لآخر للبر للاطمئنان على الحلال ولإعطاء توجهاتي والإطلاع على المستلزمات المطلوبة وما إلى ذلك من أمور الرعاية.

ويتابع أبوعبيد.. في إحدى المرات ذهبت للبر وجلست هناك طوال النهار فلما أتى الليل تعشيت ومن ثم شربت الشاي والقهوة.. وذهبت لأقضى حاجه وفى هذه الأثناء رأيت (ضبا) ولأنني من هواة أكل الضب فقد أنهيت قضاء حاجتي سريعا ومن ثم شرعت في السير وراء الضب لاصطياده ولكن العجيب أن الضب لم يتحرك من مكانه.. فهششته ولم يتحرك.. صرخت فيه فلم يتحرك أيضا وهو لم يكن ميتا حيث أنه كان واقفا ومنتصبا ومتحفزا ولأني خفت منه بعض الشئ أخذت أبحث عن عصا لأضربه بها وبالفعل وجدت واحدة بالقرب من المكان فأخذتها وحاولت أن أضربه على رأسه ولكنني فجأة فقدت الوعي ولم أشعر ماذا حدث لي إلا عندما أفقت في المستشفى وعرفت من الراعي أنه وجدني ملقياً على الأرض وحرارتي مرتفعة جدا فأخذني للمستشفى.. وبعد ساعتين في المستشفى عدت لحالتي الطبيعية ولم أتذكر أي شيء سوى الضب.

ويضيف أبوعبيد.. بعد أسبوع تقريبا بدأت تأتيني سخونة ورعشة تستمر لربع ساعة فقط ثم تعود الأمور لطبيعتها.. بعد أن أشعر بإغماءة بسيطة.. وبدأت هذه الحالة تتعاقب على بشكل متكرر إلى أن أصبحت هذه الحالة تأتيني مرة كل يوم على الأقل ويحدث لي إغماء كما لو كانت حالة صرع.. فلما عرضت نفسي على الأطباء احتاروا في أمري ولم يجدوا لدىّ أي أمراض على الرغم من أن درجة حرارتي ترتفع فجأة وتزيد دقات قلبي وكل ذلك يذهب سريعا وتعود الأمور لطبيعتها والتحاليل كلها سليمة ولا يوجد داعي أو سبب لهذه الحالة على الإطلاق ما جعل الأطباء يحتارون ويضربون أخماسا في أسداس.. قلت في قرارة نفسي ربما الأطباء هنا في بلدي دون المستوى فعرضت نفسي على أطباء في بلد مجاور ولكن تكرر نفس الشئ عرضت نفسي على أطباء في ألمانيا ولكن لا نتيجة أيضا فكل التحاليل والإشاعات سليمة وقالوا لي لا يوجد لديك أي مرض.

ويضيف أبوعبيد.. لله الحمد إيماني بالله قوى وأحب قراءة القرآن فبدأت أقرأ القرآن الكريم وأخذت أقرأ بشكل مستمر سورة (الصافات) حيث أنه صادف أنني سمعتها في شريط كاسيت وأحسست براحة كبيرة فأخذت أقرأها باستمرار.. واتضح لي أنه في اليوم الذي أقرأ فيه سورة الصافات لا تأتيني حالة السخونة والرعشة على الإطلاق فاستمريت في ذلك لفترة أسبوعين كاملين إلى أن قرأتها في يوم فبدأ جسدي يتخدر وفقدت الوعي لفترة تصل للساعة الكاملة وعندما نقلوني للمستشفى لم  يعرف الأطباء ما الذي جعلني أفقد الوعي.. ولم يجد أهلي حلا سوى عرضي على شيخ معالج بالقران وقال الشيخ أنني مسحور ولكنه لم يأت معي بفائدة فذهبت لشيخ ثاني ثم ثالث ولا فائدة إلى أن هداني الله للشيخ أبي إبراهيم الذي كان الشفاء على يديه بفضل الله.

• الضب.. واللبس:

وعن حاله "أبوعبيد" يقول الشيخ "أبو إبراهيم".. أتاني أبوعبيد عن طريق جار له كنت عالجته بفضل الله.. ولما قص على قصته عرفت أنه (ملبوس) بسبب الضب الذي حاول ضربه على رأسه.. فقرأت عليه في ثلاث جلسات ومع بعض الأعشاب بدأ الجن يتعب فظهر عليه في الجلسة الرابعة فألقيت عليه السلام وسألته عن اسمه فقال: (علي).. فقلت له لماذا فعلت ذلك بأبي عبيد فوصف حالة الضب وأنه كان متشبهاً في هيئته وأن هذا الشخص (أبوعبيد) حاول قتله فدخل جسده لينتقم منه.

ويتابع الشيخ "أبو إبراهيم" نصحت الجني علي وقلت له: إننا كبشر لا نتمكن من رؤية الجن أما انتم تستطيعون رؤيتنا ونحن لا نستطيع.. وقلت له: إن أبا عبيد لم يكن يقصد إيذاءه فهو كان يعتقد أنه ضب حقيقي.. فقال الجني "علي" أنه في حالة دفاع عن النفس لذلك فعل هذا بأبي عبيد ولكنه لم يجد الطريق ليخرج من جسده.

وهنا نصحته بأن يخرج من جسد الرجل ووافق الجني وأوضحت له كيفية خروجه من الجسد وبالفعل خرج الجني بعدما وعدني بعدم دخول جسد أي إنسان آخر.. ولله الحمد يعيش أبوعبيد الآن ومنذ أربعه أشهر حياة طبيعية.. ولم تأته تلك الحالة مرة أخرى.. وعن العظة من قصه أبي عبيد يقول الشيخ أبو إبراهيم .. لابد من نصيحة نوجهها للناس أجمعين وهى أنه عندما يخرجون إلى البر لابد وأن يكونوا حريصين من كل شئ غريب.. وأن يحاولوا الابتعاد عن هذه الأشياء.. ففي قصه أبوعبيد من الطبيعي أن يهرب الضب عندما حاول أبوعبيد الركض وراءه ولكن الضب لم يهرب وهذا يدل على أنه أمام ضب غير طبيعي وكان على الرجل أن لا يقترب منه ويبتعد عنه عندما شاهد أنه لا يتحرك كما يجب أن نعلم أن مثل هذه الحيوانات يتشكل فيها الجن وعلينا الابتعاد عنها. 

تنويه: هذه الحكاية ضمن كتاب حكايات مسحورة للكاتب الصحفي/ أسامة جلال.. وهي حكايات حقيقية واقعية نشرت قبل نحو عشرين عاما.. مع العلم أن الحقوق محفوظة.. كما أننا ننبه إلى أن الأسماء المذكورة في الحكايات هي أسماء مستعارة وليست الأسماء الحقيقية لأبطال الحكايات الواقعية المنشورة.

ونؤكد هنا على أن أعمال السحر واللبس وغيرها في هذا المجال هي أعمال غير شرعية وتعد كفرا والعياذ بالله وشرك لا محالة.. كما نؤكد على أن التمسك الدائم بالوضوء والصلاة وقراءة القرآن هو أمر كفيل بأن يحفظ الإنسان من هذه الشرور بحول الله.

تحياتي: أسامة جلال


تعليقات