وزير إعلام.. نظيف.. بقلم/ أسامة جلال

 

وزير إعلام.. نظيف

بقلم/ أسامة جلال

 


قبل سويعات قليلة تقدم الزميل أسامة هيكل باستقالته من منصب وزير الإعلام في مصر.. وهنا لن نخوض في أداء هيكل سواء بالمدح أو القدح.. ويظل هيكل زميل سنوات في جريدة الوفد المصرية حين ترافقنا في بدايات العمل الصحفي أوائل التسعينيات من القرن الماضي.. حيث كان هيكل محررا عسكريا.. ينتظر تحقيق أحلامه وأمنياته في المجال الصحفي.

وأجد عن نفسي من الشجاعة والأمانة أن يتقدم المسؤول باستقالته طالما تعذر عمله لأي سبب سواء كان بسبب ظروف خاصة كما جاء في استقالة هيكل.. أو لأسباب أخرى قد لا تكون معلومة.

الحديث هنا يجب أن لا يكون عن الماضي وإنما عن المستقبل.. وعن الوزير الجديد والخيارات المتاحة من الأسماء التي يمكنها أن تضيف إلى الإعلام لا أن تضاف إليه كعبء تعبنا منه خلال السنوات الماضية بعد تراجع دور الإعلام المصري بشكل كبير.

ولنتحدث بصراحة شديدة أمينة هدفها مصلحة مصر أولا وأخيرا وليس فرد أو رئيس أو جهاز أو أي شيء آخر.. مصر فقط.. وما يتفق مع مصلحة مصر أكيد كلنا معه.. وأكيد كلنا نطمح إلى أن تكون مصر المنارة كما كانت في كل مجالات الحياة.

تراجع دور الإعلام المصري كان له أسباب أولها المحسوبية ووصول غير الكفاءة لمناصب تحتاج كفاءة وفكر بل وعبقرية في الأداء والتنفيذ واستغلال الموارد المتاحة.. الإعلام المصري وبالأخص الحكومي يحتاج إلى غربلة.. وإلى أن يديره أهله وليس جهات وأشخاص ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالإعلام.. وبالطبع لابد وأن يحرص من يتولى مسؤولية الإعلام على ما يحفظ للدولة أمنها وأمانها.

المهمة الكبيرة الآن أمام رئيس الوزراء وأجهزة الدولة المتخصصة هي البحث عن شخصية ليس بالضرورة أن تكون شهيرة أو من داخل الإعلام الحكومي أو الأكاديمي لتدير منظومة الإعلام بفكر من خارج الصندوق والكليشيهات والعبارات الرنانة غير المجدية.

المهمة الآن الصعبة هي البحث عن وزير للإعلام تعطى له الصلاحيات الكبيرة التي يكون أهلا لها ويوظفها في تطوير الإعلام وتنمية فكر المجتمع والعمل جنبا إلى جنب مع أجهزة الدولة لإيصال صوت مصر إلى المجتمع الدولي في قضايا كثيرة مهمة بدءا من سد النهضة مرورا بحقوقنا في أمن سيناء وتأمين جبهة ليبيا وغيرها من القضايا الوطنية الكبيرة.

نحتاج إلى وزير مبتكر مبدع ومدبر.. يستطيع أن يزيد موارد أجهزة الإعلام الحكومية دون صرف مليم واحد.. والطرق كثيرة "واسألوا أهل القطاع الخاص".. نحتاج إلى وزير له رؤية مستقبلية.. ينظر إلى ما بعد سنوات من العمل.. يفكر في التطوير والتدبير لا يفكر في المنصب ولا إرضاء فلان والكيد لفلان.

نحتاج وزير شفاف.. واضح.. نأمن له.. تدعمه الدولة بكل قوة ويكون أهلا للثقة.. أهلا للمسؤولية.. عرف عنه العمل والعمل وليس من أصحاب المعارف والوسايط والكلام المعسول.

عن نفسي أتمنى أن يتم اختيار وزير بحق حتى وإن كان لا يعجب أشخاصا ولكنه صاحب انجازات ومواقف وطنية وكبيرة.. وزير نبحث عنه بين من عمد البعض أن يخفي انجازاتهم أو تجاهلوها.. وزير ابن حلال يده نظيفة ودماغة نظيفة وجيبه نظيف.


تعليقات