أسامة جلال يكتب.. العالقون في دبي.. إلى متى مشكلات المصريين بالخارج؟!

 

العالقون في دبي.. إلى متى مشكلات المصريين بالخارج؟!

بقلم/ أسامة جلال


ونحن نشاهد اليوم المصريين العالقين في دبي وما يعانونه بعدما أغلقت الكويت مطارها بسبب جائحة كورونا يجعلنا نتأكد تماما بأنه لم تعد هناك جدوى من السفر إلى الخارج للعمل والرزق الحلال كما كان في فترات سابقة.

فها نحن نطالع كل يوم مشكلة من نوع جديد يتعرض لها المصريين العاملين في الخارج.. وإن كان نحو أكثر من 12% من المصريين يعملون في الخارج بصحبة أسرهم ويدرون على الدولة عملة صعبة تحتاج إليها البلد ويوفرون في استخدام الخدمات من طرق وصحة وتعليم وغيرها إلا أن المشكلات المتجددة والمتنوعة وخصوصا بعد ظهور وباء كورونا تجعلنا وتدفعنا لإعادة النظر في السفر للعمل في الخارج.

الغريب أن الدولة تشجع على العمل في الخارج منذ سنوات طوال وهو حل مؤقت لم يعد صالحا في الوقت الحالي بل ومنذ سنوات مضت.. وبدلا من البحث عن حلول داخل الدولة لإيجاد فرص عمل لهؤلاء استسهلت حكومة الرئيس الراحل حسني مبارك وجود الحلول الترقيعية التي تظهر مساوئها بشكل جلي حاليا.

عندما سألتني الإعلامية حنان كمال في لقاء مطول أذيع قبل ثلاث سنوات تقريبا عن حلمي كمصري في الخارج أجبتها بأنني أحلم بأن لا أجد مصريا واحدا يعمل في الخارج.. وأن يجد المصري عملا مناسبا في بلده يكفيه شر السفر والغربة.

الغريب أيضا أنه مازال هناك أعدادا كبيرة جدا من المصريين يحلمون بالسفر ويبيعون كل ما يملكون للحصول على فرصة عمل خارج الدولة رغم كل ما يشاهدونه من مشكلات وعثرات يتعرض لها سابقيهم إلى السفر.

ما هو المطلوب إذن؟!.. المطلوب من الدولة المصرية وفي ظل العصر الجديد بقيادة الرئيس السيسي البحث عن حلول وفرص عمل لكل المصريين وهو أمر بالطبع صعب المنال والتحقيق.. لكني أرى عكس ذلك إذا ما تخلت الدولة عن بعض من سياساتها الروتينية والتفكير من داخل الصندوق والتعامل بحكمة وطليعية مع مقدرات وثروات مصر الكثيرة المتنوعة.

صحيح الانجازات التي نشاهدها كثيرة ورائعة وكانت مستحيلة إلى أن اثبت الرئيس ورجاله العكس إلا أننا نطمع في المزيد ونأمل في نظرة عميقة فاعلة لجعل المصري يتمسك بالعمل في بلده.

لا أقصد هنا أن تعمل الحكومة على توظيف المصريين في وظائف حكومية ولكن أن تفتح لهم مجالات للعمل في مشاريع خاصة بهم سواء بشكل شخصي أو في تجمعات بسيطة قليلة العدد.

لقد كان ومازال لوزارة الهجرة ومجلس الوزراء مبادرات في هذا الشأن عن طريق جهاز تنمية المشروعات وتقديم قروض وتمويل للراغبين في إنشاء مشاريع ولكن كل هذا ينحصر في أطر معينة تجعل طبيعة الاستثمار معرضة لمخاطر بعضها طبيعي وعادي وكثير منها غير طبيعي على الاطلاق.

بناء الدولة ورخاءها ينبع من مواردها وثرواتها وهي كثيرة في مصر التي تمتلك مساحة ارض تبلغ مليون كيلومتر مربع لا نستخدم منها سوى ما لا يزيد عن 10%.. وتضع الدولة يدها على بقية المساحات غير المستغلة بشكل رسمي في حين يضع بلطجية من يسمون بالعرب يدهم عليها بشكل واقعي.

الأفكار لخلق مشروعات مصرية خالصة تستغل فيها عقول ومجهودات العاملين في الخارج والراغبين في السفر كثيرة.. جميعها تبدأ من الأرض التي هي متوفرة ولله الحمد.. فهل من نظرة من المسؤولين لاستغلال هذه الطاقات وانهاء الحلم بالسفر للعمل بالخارج؟؟.

 

 


تعليقات

  1. تسلم ايدك احسنت المتألق دائما كاتبنا المحترم اسامه باشا جلال

    ردحذف

إرسال تعليق