المال السياسي.. والحزب المدعوم.. بقلم/ أسامة جلال

 

المال السياسي.. والحزب المدعوم

بقلم/ أسامة جلال

مؤسس موقع (مصريون في الكويت www.egkw.com)

 

سمعنا ونسمع وسنسمع كثيرا خلال الأيام المقبلة عن المال السياسي في ظل الأجواء الملتهبة والاستعدادات الجارية لانتخابات مجلس النواب المصري 2020.. ولا شك أن الفساد والمفسدين وأصحاب المصالح لديهم مآرب أخرى من عضوية المجالس النيابية غير خدمة الناس والعمل على مصلحة البلد.. لهذا نسمع كثيرا عن الرشى وشراء الذمم من أجل خوض الانتخابات ضمن قوائم مضمون نجاحها لأسباب عدة أبرزها دعم هيئات وجهات وغيرها.

والحقيقة التي لابد وأن نعيها والجميع يعلمها أن هؤلاء المرشحين الساعين إلى المجلس عبر شراء مقاعد وسط القائمة المضمون نجاحها لم يقدموا على هذه الخطوة إلا وهم يعلمون جيدا أن ما دفعوه من مال سيحصدون عشرات أضعافه بعد حصولهم على العضوية بطرق غير شرعية وبألاعيب يجيدونها ومن يساعدونهم من أصحاب المصلحة.. والضحية في النهاية هو المواطن والمال العام والدولة وحتى الحكومة نفسها.

وما يجب أن يعلمه الجميع ونشدد عليه أن كل ما يقال عن القائمة المدعومة من هيئات  معينة غير صحيح على الإطلاق.. ولا ننسى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أكثر من مرة أنه لا يدعم أحزاب وليس له حزب فكيف لهيئة أن تدعم قائمة على حساب أخرى خاصة وأن كل القوائم تدعم الدولة وتدعم انجازات الرئاسة وتدعم المؤسسات في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها مصر وتربص أعداء الوطن بدولتنا ونظامها.

وفي ظل الظروف الحالية وسمعة أصحاب المال السياسي التي أضحت ملوثة ومكشوفة من الغباء لأي هيئة أو منظمة دعم أصحاب المال السياسي لأن ذلك تشويه لسمعتهم وجدير بأن يحدث شرخا في الثقة التي يتمتعون بها لدى الشعب.. ولذلك من الحكمة الابتعاد عن ربط سمعة هيئة أو منظمة بمن تلوثت أيديهم بالمال السياسي ومعروف أفعالهم ومخالفاتهم وتعرضهم للمال العام وعدم السعي لمصلحة المواطن وإنما ما يهمهم مصالحهم الخاصة ومعاملاتهم فقط لا غير.

وحتى إذا ما افترضنا جدلا أن هناك قائمة مدعومة أو حزب مدعوم من أي جهة فإن دور المواطن يصبح هنا أشد حاجة لتعديل المسار ووضع الأمور في نصابها الصحيح ولذلك تعد جريمة في حق الوطن والمواطن نفسه عدم المشاركة والمساهمة في اختيار المناسب والأمين والمخلص فدعم المواطن ورأي الشعب هو الذي يفرض نفسه في النهاية شاء من شاء وأبى من أبى.

وأما من يحاول تشويه سمعة النتائج الانتخابية فأقول له أن التزوير لم يعد له مكان بعد ثورتين كبيرتين عظيمتين.. ولن يجرؤ كان من كان أن يزور أو يتلاعب بإرادة الشعب ولكن السلبية هي التي تفتح المجال وتساعد على وصول من لا يستحق لكرسي أو منصب.

هل يستطيع أحد تغيير رغبة نحو 54 مليون مواطن؟! لا أعتقد.. إنها فقط عدم المشاركة والسلبية في حين أن أصحاب المال السياسي يستطيعون فقط حشد ما لا يزيد عن 10 في المئة من الأصوات بينما البقية الباقية تجلس في بيتها تشاهد الموقف تمصمص الشفاه حينا وتتأوه أحيانا دون فعل أي شيء إيجابي ودون المشاركة لإجبار الجميع على سماع صوتها.

إن دور المثقفين وأصحاب الرأي والمؤثرين هنا كبير جدا في توعية الناس وحثهم على المشاركة لاختيار من يروه أصلح وأنفع.. وتراجع دور هؤلاء هو ما يجعل المشهد قاتم ويشجع المال السياسي على الاستمرار ويدفعه لأن يستمرئ أفعاله المشينة.

الرأي للشعب ولا صوت يعلو فوق صوته.

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.



تعليقات