كتاب حكايات مسحورة.. حكاية (12).. " سلمى".. سحرت لها حماتها فأردات أن تخنق مولودها


حكاية 12

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" سلمى".. سحرت لها حماتها فأردات أن تخنق مولودها

     

(يا فرحه ما تمت) هكذا قالت سلمى بعد أن تزوجت واستقرت في بيتها.. حيث أن أم زوجها (حماتها) عملت على تكدير صفو حياتها ووقفت حجر عثرة في طريق سعادتها.. وعندما فشلت (حماتها) في إقناع ابنها بتطليقها لجأت إلى السحرة والمشعوذين لكي تفسد الود بينهما.

تسرد سلمى حكايتها فتقول: تزوجت منذ عام ونصف تقريبا ولكن حماتي لم تكن لترغب في زواجي من ابنها وللأسف الشديد كانت حماتي متسلطة.. ظالمة.. فمنذ بداية عقد قراني على زوجي وقبل الدخلة وهى تفتعل المشاكل وتحاول زرع الشقاق والفراق ولكني تصديت لها فحدثت مشكلة كبيرة بيني وبينها وعندما حدث ذلك طلبت حماتي من ابنها أن يطلقني قبل أن يدخل بي ولكن زوجي كان يحبني فرفض ذلك وحاول أن يقنعها بي وبأخلاقي وبأني مناسبة له وعندما أصرت على رأيها لم يلتفت لها ودخل بي فعلا وتم الزواج.

وتتابع سلمى: هذا الحقد وهذه الغيرة من حماتي لم يثنياها عن أن تصنع لي  السحر من أجل أن أبتعد عن ابنها.. حيث أن السحر أصابني وبدأت أشعر بضيق من منزل الزوجية ولا أستطيع أن أجلس فيه وإذا ما حاولت وأرغمت نفسي على الجلوس في منزل الزوجية أكون في غاية التعاسه.. ولم أعد أتحمل زوجي وكل يوم المشاكل والمشاجرات التي يترتب على أثرها أن أذهب لأقيم في منزل أهلي ويعود زوجي فيصالحني وأعود معه ولكن سرعان ما تتجدد المشاكل على أتفه الأسباب وبشكل غير طبيعي وأعود لمنزل أهلي وظللت على ذلك فترة ولكن إرادة الله كانت أكبر من الجميع حيث كتب لي الله أن أحمل من زوجي.. وأثناء فتره الحمل كنت أشعر بكره شديد تجاه هذا الجنين وكنت أتساءل أين مشاعر الأمومة؟ وما هذا الذي يحدث لي؟ لماذا لست سعيدة؟ ولم تكن لدى إجابة فأنا لم أكن أعلم بما صنعته حماتي لي.. وبعد ذلك وضعت طفلي وقمت من الوضع وأنا في حاله لا مبالاة.. بل الغريب إنني لم أكن لأتحمل طفلي.. تنتابني حالات في بعض الأحيان أريد فيها أن أخنقه وأحاول أن أفعل ذلك ولكن أهلي كانوا يمنعوني.. وكنت أشعر بآلام شديدة في كثير من أنحاء جسدي.. تطورت إلى أن أصبحت تنتابني رعشه أفقد بعدها الوعي تماما.. وكان ذلك يحدث في أي وقت وفى أي مكان.. وأنا أتناول الطعام.. وأنا في الحمام.. وأنا في السوق.. في أي مكان وزمان.. هنا أيقنت وأيقن أهلي إن حالتي غير طبيعية.. فتم عرضي على الأطباء ولكنهم أكدوا سلامتي وخلو جسدي من أي مرض.. وتم عرضي على طبيب نفسي وأخذت جلسات لمده شهر ولكن دون فائدة.

وتضيف سلمى.. بعدها عرضني أهلي على أكثر من معالج بالقران وإنما كانت أحاديثهم وتشخيصهم غير مجد.. إلى أن تم عرضي على أحد المعالجين فقرأ على وبعدها فقدت الوعي.. ولما أفقت حكى لي أهلي ما حدث.. حيث إن الجني حضر على وبإجابته على أسئلة الشيخ أتضح إنه فرعوني وكافر وقال أنه لن يخرج من جسدي والشيخ لم يستطع أن يخرجه من جسدي وقال لأهلي ابحثوا عن معالج آخر فقد يستطيع أن يخرجه.. وبالفعل سمعنا عن الشيخ (أبومحمد) ولله الحمد تم الشفاء على يديه.

• كما تدين تدان:

الشيخ أبومحمد قال: عندما حكى لي أهل الفتاة ما حدث معها وما قاله الشيخ السابق وما قاله الجني الساكن في جسد الفتاة.. أردت أن أبدا من حيث انتهى المعالج السابق.. حتى لا أطيل في الموضوع لأن وضع الفتاة كان خطيرا حيث إنها تتحين الفرصة لتخنق ابنها الذي لم يرضع من ثدي أمه بسبب هذا السحر والذي هو دائما بعيد عنها خوفا منها ومن أفعالها.

ويتابع الشيخ أبومحمد: أعطيتها ماء مقروء عليه وزيتا تدهن به جسدها وذلك لإضعاف الجني حتى يكون جاهزا للاستسلام عندما أحضره عليها وحتى يكون لديه استعداد للخروج أو أن يكون على وشك الموت والهلاك.. وظلت على هذا الوضع لمدة أسبوع تدهن الزيت وتشرب الماء وتغتسل به.. وبعد ذلك قرأت عليها فانتابتها الرعشة وفقدت الوعي ولكن لم ينطق الجني وعند ذلك عرفت إن الجني بدأ يضعف ويخاف من الإفصاح عن نفسه.. فذهبت وأوصيتها بالمداومة على الزيت والماء وعدت إليها بعد أسبوع انتابتها الرعشة نفسها عندما بدأت بالقراءة ولكن لم تكن الرعشة في كل جسدها كما كان في السابق وإنما في النصف الأعلى من جسدها فقط.. ولم ينطق الجني وهنا أيقنت أن الجني زاد ضعفه وكررنا الدهان بالزيت المقروء عليه وشرب الماء والاغتسال به.. وبدأت تنحصر الرعشة شيئا فشيئا حتى أصبحت محصورة في رأسها فقط وجسدها كله ثابت.. ولكن تنتابها الغيبوبة حيث أن الجني يؤثر على عقلها.

• من أصعب الحالات التي عالجتها:

ويضيف الشيخ أبومحمد: أعطيت الفتاة بعض الدهانات لتدهن بها وجهها قبل النوم كل يوم وعند الإفاقة في الصباح وهى دهانات لا يستطيع الجني أن يتحملها إلى أن كانت الجلسة الأخيرة قرأت عليها فلم تنتابها الرعشة نهائيا ولم تفقد الوعي كما كان يحدث في كل مرة.. وطلب زوجها إن تعود لمنزله فرفضت أنا حتى أتأكد من إنها أصبحت سليمة تماما وطلبت أن تظل في بيت أهلها وأن يراعوها حتى تستعيد صحتها.. حيث إنها مصابه بهزال وأصبح جسدها ضعيفا للغاية.. وأعطيتهم زيتاً آخر مقروءاً عليه وماء وطلبت منهم الاستمرار في الدهان بالزيت وشرب الماء والاغتسال به حتى لا يعاودها شيء آخر.. وبعد أسبوع آخر عدت إليها فقرأت عليها وكانت ولله الحمد في صحة وعافيه.. والآن هي عادت لمنزل الزوجية ومعها ابنها ولله الحمد تعيش حياة راضية.

أما عن التفسير لما حدث للجني داخل جسد الفتاة فيقول الشيخ أبومحمد: بالفعل هذا كان سحراً بل سحراً قوياً جعلها تصل لمرحله تريد أن تقتل أعز إنسان لديها في الوجود وهو ابنها.. وهذا للآسف الشديد سحر سفلي لا يقوم به إلا ساحر كافر بالله يستحق القتل.. ولكن بالطبع الساحر ليس له في ذلك مصلحة إلا إذا طلب منه أحد الأشخاص ذلك وساعده في أن يأتي بالأثر للشخص المراد السحر له.. ولذلك نقول لهؤلاء الناس الذين يلجأون للسحر اتقوا الله..لأنه كما تدين تُدان وربما يقوم شخص آخر بعمل سحر لكم أو لأولادكم أو أخوتكم.. هذا غير عذاب الله الذي سيلاقونه يوم القيامة.. لان من يلجأ للساحر فهو مشرك بالله ولاشك في ذلك.

والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (يا ابن آدم اصنع ما شئت..افعل ما شئت.. فكما تدين تُدان)  صدق رسول الله .. كذلك أقول لمن سُحر لهم هذا بلاء من الله واختبار لقوة إيمانكم وانتم أيضا مأجورون على ذلك.

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (ما هم ولا رغم ولا وصب ولا نصب.. حتى الشوكة يشاكها ابن آدم إلا كفّر الله عنه بها خطيئته ورفع له بها درجة) صدق رسول الله.

وأُكرر إن صانع السحر لابد وأن يعرف في معظم الأحيان كما حدث في هذه الحالة إن الجني عندما حضر مع المعالج الذي قبلي أخبر أهل الفتاة بأن حماتها هي التي صنعت السحر.. وبالطبع هم كانوا يريدون الثأر ولكني هدأت من روعهم وقلت لهم إن عقاب الله أشد وابنتكم مأجورة على ذلك.. و أرجو من الجميع الصفح والعفو عند المقدرة فالله يحب المحسنين.. كذلك قلت لهم إن الجني في كثير من الأحيان يكون كاذبا من أجل أن يوقع الناس في بعضها ولا يستطيع أن يتأكد من ذلك سوى معالج له خبره طويلة.

ويستطرد الشيخ أبومحمد فيقول.. عن نفسي لا أحب أن أخوض في ذلك وهذا كان من الأسباب التي جعلتني اأضعف الجني ولا أحاول تحضيره مباشرة حتى لا يفصح عن من فعل ذلك.. وأما بالنسبة للجني الذي كان في جسد الفتاة فهو قد حرق بالفعل بعد أن ضعف وانحصر في منطقه الرأس ولا أعتقد أنه كان سيخرج لأنه كان عنيدا ولم يشأ أن يتحدث أو أن يخرج من نفسه قبل أن يضعف بهذه الدرجة وهذه الحالة من الحالات الصعبة جدا.. فمعظم المعالجين بعد أن يقرأ ويحضر الجني يقومون بضربه فماذا كانوا سيفعلون عندما انحصر في منطقه الرأس فلو قاموا بضربة في منطقة الرأس لماتت الفتاة لذلك كان لابد من الصبر والخبرة وأستطيع القول إن هذه الحالة من أصعب الحالات التي عالجتها وقد قدمت فيها كل ما لدى من خبرة.. وأخذت منى أكثر كم من الجلسات. 

تنويه: هذه الحكاية ضمن كتاب حكايات مسحورة للكاتب الصحفي/ أسامة جلال.. وهي حكايات حقيقية واقعية نشرت قبل نحو عشرين عاما.. مع العلم أن الحقوق محفوظة.. كما أننا ننبه إلى أن الأسماء المذكورة في الحكايات هي أسماء مستعارة وليست الأسماء الحقيقية لأبطال الحكايات الواقعية المنشورة.

ونؤكد هنا على أن أعمال السحر واللبس وغيرها في هذا المجال هي أعمال غير شرعية وتعد كفرا والعياذ بالله وشرك لا محالة.. كما نؤكد على أن التمسك الدائم بالوضوء والصلاة وقراءة القرآن هو أمر كفيل بأن يحفظ الإنسان من هذه الشرور بحول الله.

تحياتي: أسامة جلال


تعليقات