كتاب حكايات مسحورة.. حكاية (8).. "أبو محمد".. والجني الغطاس.. حالة لبس


 حكاية 8

حكاية (8)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"أبو محمد".. والجني الغطاس.. حالة لبس

 

          أبو محمد.. رجل له قصه غريبة نوعا ما يقول: كنت في رحلة إلى بيروت وكانت رحلة سياحية حيث أنى من عشاق لبنان وبالأخص بيروت.. وفى أحد الأيام وأثناء التنزه خطر ببالي النزول إلى البحر للسباحة فشاورت زملائي في الأمر حيث كان الوقت ليلا فوافقوا بالإجماع على السباحة في البحر وبالفعل عدنا إلى السكن لنجهز أنفسنا.. ثم ذهبنا إلى البحر وبالفعل سبحنا في البحر ولكن فجاه شعرت برعشة شديدة جدا وفقدت الوعى فأنقذني أصدقائي وأخذوني  للطبيب ولكن كان تشخيص الطبيب أنى سليم جدا ولا توجد بي أي أمراض وعدت للسكن لكن قررت قطع الرحلة والعودة لبلدي.

ويتابع أبو محمد.. وبالفعل عدت وحمدت الله أنى عدت سالما.. ولكن بعد ذلك بدأت تنتابني حاله غريبة جدا حيث أنى أفقد الوعي في أي وقت سواء كنت في العمل أو جالسا مع أصدقائي وأترك الجميع وأذهب للبحر هنا  في بلدي وأسبح فيه وأنا لا اشعر بنفسي ولا كيف ذهبت للبحرِ ولا ماذا فعلت في البحر ولا أفيق إلا وأنا مبلل وملابسي كلها تتساقط منها المياه ويحدث ذلك سواء في الصيف أو الشتاء والجو شديد البرودة.. وفى بعض الأحيان وأنا في المنزل تنتابني الحالة فادخل إلى الحمام وافتح (الدش) وأنا مرتدي ثيابي ولا أفيق إلا بعد فترة.

ويضيف أبو محمد: لا أشعر بنفسي تماما عندما تنتابني الحالة ومن حولي يحكون أنهم يحاولون أن يثنوني عن فعلتي ولكني أنهرهم فيخافون منى ويتركونني.. وقد تمتد الفترة بين ربع ساعة إلى ساعة وأنا في البحر أو تحت (الدش) وظللت على هذه الحالة فترة إلى أن هداني الله إلى الشيخ المعالج فعرضت نفسي عليه وبالفعل ولله الحمد تم علاجي على يديه.

·       وكما هو آذاني أنا أؤذيه:

تُرى.. ما هي حكاية "أبو محمد".. الشيخ المعالج يعلق على حاله أبي محمد فيقول.. عندما حكى لي أبو محمد حكايته وقال لي انه لا يفيق إلا بعد أن يخرج من الماء بخمس أو عشر دقائق وتكون كل ملابسه مبلله حتى إن النقود التي معه وهويته وكل أوراقه التي في الملابس تُتَلف أدركت أنّ هناك شيئا ما فطلبت منه أن نعقد له جلسات لتبيان الأمر.. وبالفعل حددنا موعدا وعقدنا الجلسة الأولى وقرأت عليه فبدأ يتعب وجسده يرتعد ولكن لم يحضر عليه جنى.. فعقدت له جلسة ثانيه وبعد القراءة وشُرْبه ماء مقروء عليه حضر عليه الجني وبدأ ينطق فسالت الجني من أنت قال أنا من الجن.. فقلت له ما اسمك.. قال ليس لي اسم.. فسألته لماذا دخلت جسد أبو محمد؟ فقال دخلت جسده لأنه أذاني ليلا في جسدي وكما هو آذاني أنا أؤذيه.. فسألته.. لماذا تأخذه وتذهب به للبحر في ساعات البرد وفى عز الليل حتى إن الناس اعتقدت انه مجنون؟ فقال لي الجن: هذه هي طبيعتي لأنني جنى أعيش في الماء.. ولا أعيش في البر وطول الفترة التي أعيش معه فيها في البر أكون تعبان.. والوقت الوحيد الذي أستريح فيه عندما انزل الماء.. وكلما سيطرت عليه آخذه إلى الماء.

ويضيف الشيخ المعالج: هذا النوع من الجن يسمى الجني الغطاس وهذه الحالة تعد حالة لبس.. وبعد أن سرد لي حكايته عرضت عليه أن يخرج من جسده وأن يتوب لله تعالى فرفض وقال كما آذاني هو لابد إن أؤذيه.. وبعد ذلك استمرت فتره العلاج لحوالي سبع أو ثماني جلسات وفى كل مرة أقرأ عليه آيات معينه كي أوذي الجني وهو متلبس جسد أبو محمد وقرأت له على زيت وماء وبعض الأعشاب.. ومن الأشياء الغريبة إن الجني كان في الجلسات يطلب أن يشرب ماء لدرجه انه في جلسة واحدة شرب حوالي عشر لترات من الماء لدرجة إن بطن أبو محمد انتفخت لدرجه كبيرة جدا وكان يتردد على الحمام عده مرات ليصرف الماء ويعود.

ويتابع الشيخ: عندما كانت تنتهي الجلسات ويذهب أبو محمد كنت أطلب منه ألا يشرب مياها عاديه وإنما يشرب من ماء مقروء عليه أعددته له خصيصا وبالفعل كان الجني يشرب من الماء المقروء عليه فيتأذى.

وفى الجلسة قبل الأخيرة.. وبعد أن تعب الجني من الماء المقروء عليه والزيت والأعشاب والقراءة في الجلسات.. طلبت منه الخروج فوافق ولكن اشترط أن يخرج من عينه ..فسألته لماذا ؟ ألا تعلم انك لو خرجت من عينه ستؤذيه فيها.. فقال لأنه آذاني في عيني عندما سبح في الماء ليلا.. فقلت له لا.. فصمم الخروج من عينه فرفضت.. وفى الجلسة الأخيرة وبعد جدال وصراع وافق أن يخرج من رجله دون رجعة وأخذت عليه العهد بأنه إذا عاد فسيكون حرقه حلالا.. وسوف أحرقه بالفعل ولله الحمد خرج الجني الغطاس من جسد أبو محمد وعاد أبومحمد لحياته الطبيعية ولم يعد ينزل الماء بملابسه.. بل أنه كره الماء تماما وقرر ألا ينزل لأي بحر مره أخرى.

ويستطرد الشيخ المعالج قائلا.. أبومحمد كره نزول البحر بسبب ما تعرض له وهذا أمر طبيعي نظرا لما أصابه نفسيا وجسديا حيث أنه تأثر عضويا بنزول البحر في عز الشتاء وتعرضه لنزلات برد قاتله وأصبح لديه روماتيزم وعظامه تؤلمه بشكل كبير.. كذلك ما تعرض له نفسيا أبومحمد ليس بالأمر الهين فهو متزوج وله أولاد وكانت زوجته وأولاده يرونه في تلك الحالة ناهيك عن كلام الناس عنه واعتقاد بعضهم بأنه مجنون.. وللعلم حالة أبومحمد كانت لبسا وهذا اللبس يختلف عن المس فاللبس يكون فيه الجن ملازما للشخص ويتلبسه.. أما المس فيكون الجني مسيطرا على الإنسان لفترة محدودة ويتركه ثم يعود أي انه لا يسكن جسده وبالطبع اللبس أخطر من المس.. لله الحمد وفقنا في علاج أبومحمد بعد أن ذهب للأطباء ولم يجد فائدة حيث أنهم قالوا إن حالته نفسيه ولم يخطر ببالهم أنه ملبوس.

وينهى الشيخ المعالج حديثه بالقول: لعل في قصه أبي محمد عبرة وعظة للناس كي يحاولوا تجنب إيذاء الجن بدون قصد قدر الإمكان فالجني عندما يؤذيه الإنسان لا يتركه ولا يترك ثأره بل يحاول قدر جهده أن يؤذى الإنسان الذي أذاه وأتمنى من الله تعالى أن يحفظ الجميع وعلى الجميع الإكثار من الأذكار وذكر اسم الله عند بداية أي عمل حتى يحفظهم الله تعالى.

 تحياتي: أسامة جلال 


تعليقات