عزيزي المواطن الهمام.. مرحبا بك كأحد أفراد القطيع!!.. بقلم/ أسامة جلال


عزيزي المواطن الهمام.. مرحبا بك كأحد أفراد القطيع!!

بقلم/ أسامة جلال

 

كن سعيدا.. فقد ساهمت في الوقيعة بين الدول.. وحرضت على الشعوب.. وانتهكت حرمات الناس.. كن سعيدا فقد اشعلت تويتر وأصبح موضوعك ترند.. وألهبت الفيسبوك وتناقل القطيع منشوراتك.. كن سعيدا أيها المواطن الهمام الأسد.

عزيزي المواطن.. في كل البلدان العربية.. مرحبا بك ضمن القطيع فأنت إنسان وطني.. مخلص.. أمين.. وأيضا متميز تستحق لايك ورتويت وتعليق تزينه عبارات المديح والثناء والعظمة.. وربما الخلود.. وكذلك تستحق الترشح والنجاح لتكون نائبا عن الأمة بأسرها في مجالس الخيبة.

عزيزي المواطن.. وبعد أن تنضم للقطيع.. وبعد أن أصبحت نجما في سماء العالم الافتراضي.. لا تنس أن تفبرك مقطعا أو تجتزأ فيديو.. أو تألف قصة.. فأنت بطبعك تسعى للحقيقة وتنفرد بالجرأة والشجاعة.

عزيزي المواطن.. لا تنسى أنك حر في التعبير.. وتدافع عن الرأي والمبدأ فيا حبذا لو تطاولت على دولة أو شعب أو حتى شخص.. فهذا سيضيف لتاريخك العظيم وسيحقق لك الخلود والهيبة.. وستصبح من المصنفين رقم واحد وتتمتع بعدد كبير من المتابعين والمريدين.

نعم هذه الإغراءات الكثيرة يزينها لك الشيطان عندما تعتلي لوحة المفاتيح على جهازك النقال أو اللوحي.. وبعد أن تفتح برنامجا من برامج التواصل الاجتماعي.. فتبدأ في العك والهرتلة والافتراء وقلة الأدب.. خصوصا إذا ما دخلت بحساب وهمي وكلك ثقة بأنه لن يحاسبك أيا كان.. ناسيا ومتناسيا أن هناك رب وأن الأيام تلف وتدور.

هذا هو النداء الذي يزينه لك الشيطان وعليك الإجابة يا ضعيف النفس وقليل الحيلة.. يا جاهل بطبعك ومنافق ومتسلق ومتملق.. وساعي إلى زرع الفتنة وإحلال الوقيعة وخلق حالات التشرذم والتفريق بين الناس والحكومات.

هل فكرت يوما قبل أن تعيد ارسال رسالة الواتساب.. أو تعيد نشر بوست على الفيسبوك أو تقوم برتويت لتغريدة على تويتر بيت الداء وسبب البلاء ومركز الوباء.

كثيرا ما تصلنا الرسائل المعاد نشرها وهي كلها كذب وافتراء وخداع دون أن يعلم صاحبها أنه يشارك في جريمة في حق شعب أو بلد أو شخص.. للأسف يرددون كالبغبغانات ويعيدون النشر لينضموا لقطيع يسير خلف شائعة أو خبر مفبرك أو مؤامرة تحاك وهم في غفلة.

يشاركون في جريمة بالوكالة دون علم غالبا.. ويحضون على زعزعة الأمن والسلم دون قصد.. يتهمون دون سند.. ويقصفون الأصدقاء والأحبة والأشقاء بجهل وكأنما فتحوا عكا أو دمروا العدو الأول للأمة والبشرية.

لقد أصبحت وسائل الخراب الاجتماعي في بلادنا بوقا لكل مهزوز ومنبرا لكل مجرم.. وأصبح السواد الأعظم كالقطيع يتبع دون أن يتحرى الحقيقة أو حتى يردد ما يتوافق مع المنطق والعقل.

وبدلا من أن نتبادل المعلومات المهمة في كافة المجالات ونتبادل عبارات الود والمحبة ونسلط الضوء على الايجابي أصبحنا نبحث عن السلبي بل ونلفقه في كثير من الأحيان.. فأين أنتم يا أولى الألباب.. وهل نظرتم إلى ما يمكن أن يحدثه انضمامكم للقطيع لعلكم تعقلون وتتفكرون وتتقون.

عزيزي المواطن الحقيقي.. العاقل.. المستنير.. الواعي.. لا تنضم للقطيع برتويت أو لايك أو تعليق إلا وأنت واثق ومتأكد وعلى بينة.. واتق يوما ترجع فيه إلى الله.

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

 

 


تعليقات