كتاب حكايات مسحورة.. حكاية (20).. "ميزان".. يخشى النساء بعد أن هجر حبيبته من أجل السفر

حكاية (20)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ميزان".. يخشى النساء بعد أن هجر حبيبته من أجل السفر

 

        في هذه الحكاية نلتقي الشاب "ميزان".. يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما حيث يحكى لنا حكايته مع السحر.. فيقول: سافرت للعمل منذ سبع سنوات تقريبا وقبل سفري كنت أعيش قصة حب مع جارتنا وقد استمرت علاقتنا هذه لثلاث سنوات ولكن عندما جاءتني فرصة للعمل بالخارج أدركت أنه لابد من الانفصال عنها حيث أنني سأذهب إلى بلد غريب وقد تطول فترة غيابي هناك وإن كان لابد أن أعود ولكن لا يصح أن أفضل مرتبط بها!

ويتابع "ميزان" عقدت العزم أن لا أعود إلا بعد إن أكون قد رسمت لنفسي مستقبلا جيدا وحياة هانئة وهذا لن يتحقق إذا بقيت على العلاقة بهذه الفتاة التي لابد ستطالبني بالزواج.. وبالطبع الزواج سيعطل مسيرتي وبدلا من أن أعيش في الغربة لبناء المستقبل سأعيش في الغربة من أجل تحصيل مصاريف الزواج.. لذلك أرغمت نفسي على الابتعاد عنها واجهضت الحب الذي في داخلي تجاهها حتى أستطيع بناء نفسي.. لذلك قررت الانفصال وصارحتها بذلك قبل سفري بيومين اثنين فقط وبالطبع كما كنت متوقعا أخذت تبكى وتعاتبني أحيانا وتستعطفني حينا وتهددني أيضا في أحيان أخرى لكنى لم أعر كل ذلك اهتماما من أجل مستقبلي رغم أن قلبي كان يعتصر ألما على الفراق.

ويتابع: قالت لي الفتاة كلمة في آخر لقاء بيننا لم ولن أنساها فلقد أقسمت الفتاة بأنها لن تجعلني هانئا في حياتي ولن تجعلني أقرب أي أمرآة في العالم.. وقد كنت أظن إن ذلك تهديدا واهيا وليس له أساس من الصحة وأنها لن تستطيع تنفيذ ذلك ومشيت في الطريق وسافرت حيث عملت كمحاسب في أحد البنوك.

ويضيف ميزان.. وبعد أن وصلت لبلد العمل بأسبوعين كتبت رسالة إلى أهلي أشرح فيها حالي وطبيعة عملي وكنت سعيداً بوجودي في البلد الجديد وأرسلت هذه الرسالة لأهلي ولكنها كانت الرسالة الأولى والأخيرة منذ سفري قبل نحو سبع سنوات حيث أن شعوراً غريباً انتابني وبدأت أشعر بألم في صدري وصعد الألم إلى رأسي يوما بعد يوم وأخذت تنتابني حالات من الصرع بين فترة وأخرى وفي نفس الوقت بدأت أشعر بالخوف كلما شاهدت سيدة وفكرت فيها جنسياً ولا أطيق أن أنظر إلى أي أمرأة لأني أتوتر وأخاف.. حتى أنى في العمل إذا ما أتيتني أمرأة لتخليص أي معاملة أهرب منها وأتعلل بأي شيء وأحولها علي أي زميل وأقوم أنا عن مكتبي.. وأما بالنسبه لأهلي في بلدي فلم أعد أستطيع الاتصال بهم أو إرسال أي رسالة لهم أو تسجيل شريط كاسيت لأطمئنهم عن أخباري فثمة شيء ما يمنعني من الإقدام علي مهاتفتهم أو إرسال خطاب لهم.

ويتابع "ميزان" عندما تمكن مني ذلك الألم وحالات الصرع والخوف من النساء وعدم استطاعتي الاتصال بأهلي أخذت أفكر في السبب فيما أنا فيه.. وعندما تذكرت كلمة تلك الفتاه الاخيرة التي قالتها لي.. أخذت كلماتها ترن في أذني ولم أجد سبباً لما أنا فيه سوي أنها بالفعل أقدمت علي عمل شئ ما تجاهي.. ولكني حاولت أن أكذب نفسي فذهبت إلى أطباء نفسيين وقمت بعمل التحاليل والأشعات المقطعية وغيرها وكل شئ كان طبيعيا جداً وقال لي بعض الأطباء أنها حالةأإرهاق والبعض الآخر ارجع ذلك إلى حاله نفسيه هي السبب وأعطوني بعض الآدوية ولكن لم ألمس أي تقدم في حالتي.. إلى أن أخذني صديق لي يعمل في مسجد إلى الشيخ (أبوعبدالله) المعالج بالقران فاكتشف الحقيقية وبالفعل قام بعلاجي ولله الحمد عدت لحالتي الطبيعية وأنا الآن أجهز نفسي للسفر لبلدي وقد قمت مؤخرا بالاتصال بأهلي ووعدتهم بالعودة وسيكون ذلك قريباً جدا إن شاء الله.

• مصيره النار لا محالة:

الشيخ المعالج بالقرآن (أبوعبدالله) قال: أتاني الشاب "ميزان" مع أحد العاملين في أحد المساجد وقال لي أنه ربما يعاني من أعراض سحر أو مس لأنه يصاب بنوبات صرع ويقع علي الأرض وتكون حالاته سيئة للغاية.. وأنه قام بعمل كل التحاليل الممكنة ولكنها كانت طبيعية جدا.. ولما استفسرت منه عن حالته حكي لي القصة وقال أنه أخطأ مع هذه الفتاة وربما كان هذا انتقاماً منه بل أنه متأكد من أنها هي التي فعلت ذلك.

ويتابع الشيخ المعالج بالقرآن (أبوعبدالله).. قرأت عليه فوقع علي الأرض واخذ جسده كله يرتعش وكان واضحاً انه سحر أو مس وعلي الأرجح سحرا كما ذكر ولكن لم يتحدث عليه أي جني فافقته وأعطيته ماء مقروءاً عليه ودهانات معينه وزيتاً وأعشابا وطلبت منه أن يشرب من الماء ويدهن بالزيت ويستحم من الماء المنقوع به الأعشاب وتركته وعدت إليه بعد أسبوع فقرأت عليه مرة ثانية وحدث ما حدث في الجلسة الأولي وبنفس الطريقة والتفاصيل ولم يتحدث الجني أيضا فافقته وطلبت منه الاستمرار في شرب الماء ودهان الزيت والاستحمام بالأعشاب وأيقنت أن ما فيه هو سحر لأن جني السحر غالباً لا يتحدث ويفضل الحرق والموت علي الحديث مع المعالج لأنه إذا تحدث طلب منه المعالج الخروج وإذا خرج سيعاقب من المارد الذي كلفه بالسحر وسيكون مصيره غالباً الموت.

 

ويتابع الشيخ المعالج بالقرآن..توالت الجلسات مع الشاب وأخذت أكثف في قراءتي وتعمدت قراءة آيات عذاب الجني والآيات التي تحرق الجني حتى أحرق الجني داخل جسده لأني أدركت أنه لا أمل في خروجه وبالفعل في جلسة بعد الأخرى أخذت ألاحظ أن الجني بدأ يضعف وحالة الصرع أصبحت أخف في كل مرة عن الأخرى واستمر ذلك الوضع مع شربه للماء المقروء عليه والدهان بالزيت والاستحمام بماء الأعشاب إلى أن منَّ الله تعالي علي الشاب مؤخرا بالشفاء ولم يعد في جسده الآن أي شئ فهوالآن طبيعي ولقد عقدت له جلستين أخرتين ولم يصب بحالة صرع ولم تظهر عليه أي أعراض.

ويضيف الشيخ أبوعبدالله.. الجني الذي كان في جسد الشاب وتم حرقه هو جني سحر وقد كان جنياً عنيداً للغاية فضل الحرق علي الخروج لأنه يعلم أنه بعد خروجه سيعذب أيضا لأنه كلف من قبل مارد أقوي منه ولله الحمد تم حل مشكلته وهو الآن يستعد للسفر إلي بلده بعد أن كان لا يستطيع الذهاب إليها وأصبح طبيعيا تجاه النساء ويمكنه أن يحدث أي امرأة ويعجب بها ويقدم على الزواج منها.

وينهى الشيخ المعالج بالقرآن حديثه بالقول: لقد كان الانتقام من الشاب هو الدافع لدى الفتاه لعمل السحر لأنه خدعها ولأنة ضحك عليها وفض غشاء بكارتها دون أن يتزوجها وتخلى عنها.. لذلك نقول له ولكل من يقدم على فعلته اتق الله ولا تقدم على هذه المعاصي ولقد كان ذلك عقابا له في الدنيا وإنما عقاب الآخرة أشد. 

كذلك نقول لكل من تسيطر عليهم روح الانتقام ابعدوا عن الانتقام ودعوا هؤلاء الذين يؤذونكم لله.. ولا تقوموا بذلك لان أعمال السحر هي شرك بالله تعالى.. ومن يقدم على ذلك كافر ومصيره النار لا محالة.  

تنويه: هذه الحكاية ضمن كتاب حكايات مسحورة للكاتب الصحفي/ أسامة جلال.. وهي حكايات حقيقية واقعية نشرت قبل نحو عشرين عاما.. مع العلم أن الحقوق محفوظة.. كما أننا ننبه إلى أن الأسماء المذكورة في الحكايات هي أسماء مستعارة وليست الأسماء الحقيقية لأبطال الحكايات الواقعية المنشورة.

ونؤكد هنا على أن أعمال السحر واللبس وغيرها في هذا المجال هي أعمال غير شرعية وتعد كفرا والعياذ بالله وشرك لا محالة.. كما نؤكد على أن التمسك الدائم بالوضوء والصلاة وقراءة القرآن هو أمر كفيل بأن يحفظ الإنسان من هذه الشرور بحول الله.

 تحياتي: أسامة جلال

تعليقات